المقدمه
بسم الله الرحمن الرحيم
قيام الليل
الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة للمؤمنين, ومفزعا للخائفين, ونورا للمستوحشين ,
والصلاة والسلام على إمام المصلين المتهجدين, وسيد الراكعين والساجدين,
وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.....أما بعد :
فإن قيام الليل هو دأب الصالحين, وتجارة المؤمنين, ويتوجهون إلى خالقهم
وبارئهم, فيشكون إليه أحولهم, ويسألونه من فضله, فنفوسهم قائمة بين يدي
خالقها, عاكفة على مناجاة بارئها, تتنسم من تلك النفحات, وتقتبس من أنوار
تلك القربات , وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
قيام الليل من أفضل الطاعات
إن قيام الليل من أفضل الطاعات بعد الصلوات المفروضات. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» رواه مسلم
قيام الليل في القرآن
قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)
وقد ذكر الله عز وجل المتهجدين فقال عنهم
: [color:98de=green]{كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)
وقيام الليل عبادة تصل القلب بالله تعالى ، وتجعله قادراً على التغلب على مغريات الحياة الفانية ، وعلى مجاهدة النفس في وقت هدأت فيه الأصوات ، ونامت العيون وتقلب النّوام على الفرش . ولذا كان قيام الليل من مقاييس العزيمة الصادقة ، وسمات النفوس الكبيرة ، وقد مدحهم الله وميزهم عن غيرهم
وقال تعالى
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)
وقته: أول الليل ووسطه وآخره؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى من كل الليل وانتهى وتره إلى السحر
أفضل أوقاته الثلث الأخير لقوله صلى الله عليه وسلم: )ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفرله)،وقوله صلى الله عليه وسلم (أقرب ما يكون العبد من الرب في جوف الليل الأخير فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن) وقال أبو ذر للرسول صلى الله عليه وسلم أي قيام الليل أفضل؟
قال: جوف الليل الغابر وقليل فاعله وقال صلى الله عليه وسلم عن صلاة داود (كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه وينام سدسه)
عدد ركعاته: ليس لصلاة الليل عدد مخصوص، ولا حد معين، فهي تستحق ولو بركعة
بعد صلاة العشاء
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل إحدى عشرة ركعة في رمضان وغيره .
قضاء قيام الليل: [color=blue]كان صلى الله عليه وسلم إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة ، وقال صلى الله عليه وسلم: (من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب كأنما قرأه من الليل)[/color
]
افتتاحه قال صلى الله عليه وسلمإذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين)
القيام في السنه
وقيام الليل سنة مؤكدة حث النبي صلى الله عليه وسلم على أدائها بقوله : " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، ومقربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم مطردة للداء عن الجسد " رواه الترمذي وأحمد .
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل " ، وقد حافظ النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل ، ولم يتركه سفراً ولا حضراً ، وقام صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد آدم المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر حتى تفطّرت قدماه ، فقيل له في ذلك فقال : " أفلا أكون عبداً شكوراً " متفق عليه
قيام رمضان قيام رمضان هو صلاة التراويح التي يؤديها المسلمون في رمضان، وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه في هذا الشهر.قال الحافظ ابن رجب: ( واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين وُفِّي أجره بغير حساب ).
وقيام رمضان شامل للصلاة في أول الليل وآخره، وعلى هذا فالتراويح من قيام رمضان، فينبغي الحرص عليها والاعتناء بها، واحتساب الأجر والثواب من الله عليها، وما هي إلا ليالٍ معدودة ينتهزها المؤمن العاقل قبل فواتها ).[/center]
[center]ثمرات قيام الليل :
من ثمراته: دعوة تُستجاب.. وذنب يُغفر.. ومسألة تُقضى.. وزيادة في الإيمان والتلذذ بالخشوع للرحمن.. وتحصيل للسكينة.. ونيل الطمأنينة.. واكتساب الحسنات.. ورفعة الدرجات.. والظفر بالنضارة والحلاوة والمهابة.. وطرد الأدواء من الجسد.
فمن منَّا مستغن عن مغفرة الله وفضله؟! ومن منَّا لا تضطره الحاجة؟! ومن منَّا يزهد في تلك الثمرات والفضائل التي ينالها القائم في ظلمات الليل لله؟!
الأسباب المعينة على قيام الليل كثيرة منها1_ الإخلاص لله تعالى
2_ أن يستشعر مريد قيام الليل أن الله تعالى يدعوه للقيام
3_ معرفة فضل قيام الليل
-4النظر في حال السلف والصالحين في قيام الليل ومدى لزومهم له
5_النوم على الجانب الأيمن
6_النوم على طهارة :
- 7التبكير بالنوم
8_المحافظة على الأذكار الشرعية قبل النوم :
9_الحرص على نومة القيلولة بالنهار
10_اجتناب كثرة الأكل والشرب
11 _اجتناب الذنوب والمعاصي
12_محاسبة النفس وتوبيخها على ترك القيام
فوائد قيام الليل : 1تكـفير السـيئـات
2قرب الرب من عبده القائم
3طرد الغفلة عن القلب
4شهود لنزول الرحمن
5يورث سكنى غرف في الجنان
6الفوز بمحبه الله تعالى
7إجابـة الدعـاء
8أجر القائم على حسب نيته
9تثبيت القرآن في الصدر
10الفوز بالجنان ورضى الرحمن
واخيرا
نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وصلى الله على نبينا محمد .