احذر الدعاء على أولادك
إن مما ينبغي أن يكون معلوما ومستقرا في نفوس الآباء أن الدعاء على الأبناء من الممنوعات التي لا يجوز الاقتراب منها بحال ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الأطفال فقال: " لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أموالكم ولا تدعوا على أولادكم ، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب".أخرجه أبو داود (2/88 ، رقم 1532) ، وصححه الألباني (صحيح أبي داود ، رقم 1532
إن الوالدين أو أحدهما قد يغضب لإساءة بعض الأبناء أو عقوقه ،وهما إن غضبا فحقهما لكن ينبغي ألا يلجأ الوالدان أو أحدهما في هذا الحال إلى الدعاء على الأولاد؛ فإنهما أول من يكتوي ويتألم إن أصاب أبناءهما مكروه ، وليستحضر الوالدان أن دعوة الوالد لولده أو عليه هي مما يستجاب ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذ لك بقوله: " ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة الوالد على ولده ، و دعوة المسافر ، و دعوة المظلوم )
صححه الالباني
" .
وقد تكون إجابة الدعوة على الولد سببا في مزيد من العقوق والفساد لمن دعي عليه من الأولاد ، وقد جاء رجل على عبد الله بن المبارك رحمه الله يشكو إليه عقوق ولده فسأله ابن المبارك: أدعوت عليه؟ قال:نعم. قال اذهب فقد أفسدته.وهذا الجواب منه يدل على سعة علمه رحمه الله فإن الدعاء على الأولاد لن يزيدهم إلا فسادا وعنادا وعقوقا ، وأول من يشتكي هذا العقوق هو من تسرع بالدعاء على الأولاد.
هدى الله أولادنا وأصلح لنا ذرياتنا وجعلهم قرة عين لنا في الدنيا والآخرة،